
تهدد تحركات الإسلاميين بتعكير صفو الأجواء الذي تمتع به شرق السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من نشوب العنف عقب تداول تقارير سودانية معلومات حول نشاط كبير تقوم به قيادات في حزب المؤتمر الوطني المنحل والحركة الإسلامية لتجنيد عناصر من الشباب بهدف دعم الجيش الذي تكبّد خسائر فادحة.
وكشفت معلومات متداولة أن عددا من ضباط الجيش عقدوا اجتماعات مع قيادات في المؤتمر الوطني، أبرزها الهارب من سجن كوبر أحمد هارون، في ولايتي القضارف وكسلا بشرق السودان لتنظيم عملية التجنيد والاستفادة من القاعدة الشعبية التي تتمتع بها فلول الرئيس السابق عمر البشير في منطقة أيدت الكثير من قياداتها الجيش.
وأظهر زعماء قبائل وسياسيون في شرق السودان عداء سافرا للحكومة المدنية التي تولاها عبدالله حمدوك، ولعب هؤلاء دورا في عرقلتها عندما أشرفوا على عملية قطع الطريق الواصل بين بورتسودان على البحر الأحمر والعاصمة الخرطوم لعدة أشهر.
◙ مخطط فلول البشير لا يهدف إلى دحر قوات الدعم السريع، بل منْع الاتفاق بينها وبين الجيش
وأشارت المعلومات إلى أن هارون وقياديين من حزب المؤتمر الوطني التقوا عددا من أبناء القبائل في القضارف وكسلا ودعوهم إلى الانخراط في الحرب لإنقاذ الجيش، إذ يمثل هزْمه خسارة فادحة لكل أصحاب المصالح الذين ارتبطوا به خلال حكم البشير وحافظوا عليها آملين عودتهم إلى السلطة مرة أخرى.
ودفعت بلدية القضارف في جنوب شرق السودان، الخميس، بأعداد غفيرة من المواطنين ضمن ما يسمى بـ”النفرة الكبرى” لإسناد الجيش، ولعل اختيار الاسم يوضح الانتماءات السياسية والولاءات العقائدية.
وأكد والي القضارف محمد عبدالرحمن محجوب أن الولاية “انتقلت إلى مرحلة تعزيز صفوف الجيش بالمقاتلين بعد أن قدمت له الدعم المالي والعيني في معركة الكرامة. وتم فتح معسكرات التدريب للقادرين على حمل السلاح وتكوين اللجان المجتمعية”.