أودى قصف جوي للجيش السوداني على مدينة أم درمان، السبت، بحياة 22 شخصاً، على ما أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، فيما قالت مصادر أميركية لـ”الشرق”، إن مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي فيي ستشارك في اجتماع اللجنة الرباعية لـ”الإيقاد” بأديس أبابا، الاثنين، لبحث حل للأزمة في السودان.
وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم على تويتر السبت، إن 22 شخصاً قضوا في قصف جوي للجيش السوداني، في دار السلام بغرب سوق ليبيا بمدينة أم درمان فجراً.
وفي وقت لاحق، قال الجيش السوداني على “فيسبوك” إن “قوات العمل الخاص نفذت عميلة نوعية في أم درمان أسفرت عن سقوط عدد من المتمردين وتدمير آليات قتالية”.
لم يوضح بيان الجيش عدد الضحايا والمصابين في هذه العملية.
بدورها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن قصف جوي طال عدداً من الأحياء السكنية في مدينة أم درمان، قائلة إنه “أدى إلى سقوط أكثر من 31 شخصاً وإصابة العشرات”.
وأكدت على تويتر “إدانتها للهجوم”، ووصفته بأنه “جريمة نكراء في حق الإنسانية”، داعية العالم إلى “الاضطلاع بمسؤولياته”.
في السياق، أفاد مراسل “الشرق” بسماع دوي انفجارات وقصف طال عدداً من مناطق أم درمان والخرطوم بحري، كما سُمع أصوات إطلاق نار متقطع شرق الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل يشهد السودان قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع يتركز بصورة أساسية في العاصمة الخرطوم.
اجتماعات في أديس أبابا
وقالت مصادر دبلوماسية أميركية لـ”الشرق” السبت، إن مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي فيي ستشارك في اجتماعات اللجنة الرباعية لـ”الإيقاد” في أديس أبابا الاثنين، بشأن الحرب في السودان.
فيما أكدت مصادر أخرى لـ”الشرق”، مشاركة كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والسعودية، في الاجتماعات التي تهدف إلى التوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب.
وذكرت مصادر دبلوماسية في جوبا لـ”الشرق”، أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لن يشارك في القمة الرباعية للإيقاد.
وتضم اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيقاد) وزراء خارجية كينيا، وإثيوبيا، وجنوب السودان وجيبوتي. ونتجت اللجنة عن قمة دول المنظمة التي استضافتها جيبوتي في يونيو الماضي.
مشاركة “القوى المدنية”
في السياق، أعلن القيادي بقوى “الحرية والتغيير”، خالد عمر يوسف، عن وصول وفد من القوى المدنية السودانية إلى أديس أبابا، وذلك ضمن زيارات إقليمية عدة يقوم بها لـ”التوصل إلى تسوية”.
وأشار يوسف إلى أن الزيارة هدفها “التواصل مع الفاعلين الإقليمين والدوليين لتسريع جهود إحلال السلام في السودان”، لافتاً إلى أن القوى المدنية “لن تدخر جهداً لإنهاء الحرب”.
وتأتي الزيارة بعد يوم من إعلان “الإيقاد” عن مساع لعقد لقاء مباشر بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقالت مصادر لـ”الشرق” في وقت سابق، إن البرهان ما زال يرفض عقد أي لقاء تحت مظلة “الإيقاد”، في ظل رئاسة كينيا للمنظمة في الوقت الحالي، وسط اتهامات من الخرطوم إلى نيروبي بـ”عدم الحياد” في هذا الملف.
لكن مصادر إثيوبية أفادت بأن مساعي “الإيقاد” مازالت مستمرة لعقد لقاء بين البرهان وحميدتي الاثنين المقبل، ضمن الجهود الإفريقية للتسوية السودانية.
في سياق متصل، تستعد مصر لاستضافة مؤتمر دول جوار السودان في منتصف يوليو الجاري، لنزع فتيل الأزمة في السودان، إذ أكدت عدة دول، بينها إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى، مشاركتها في القمة.
