
نقل مراسل الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية أوهاد حمو، عن مصادر أمنية رفيعة لم يحددها، أن قادة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” ما زالوا يمتنعون عن الرد على اتصالات الوسطاء المصريين، على غير ما جرت عليه العادة في جولات القتال السابقة التي كانت تواكبها محادثات تهدئة منذ اللحظة الأولى.
ونقل بن حمو عن مصادره أن قادة الحركتين عمموا على كوادرهما تجنّب استخدام الهواتف ووسائل الاتصال، حتى أجهزة اللاسلكي، تحسّباً لأي محاولات اغتيال إسرائيلية مبيّتة، بينما تتواصل تهديدات قادة الاحتلال في هذا الاتجاه، وآخرها تلويح صريح من وزير الطاقة يسرائيل كاتس، وهو مقرّب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعضو في “الكابينت”، باغتيال الرجلين الأول والثاني في الهيكلية السياسية-العسكرية لـ”حماس”، محمد الضيف ويحيى السنوار.
يأتي ذلك بينما تتواتر في الأوساط الفلسطينية أحاديث عن أن الجانب المصري قدّم ضمانات لقادة “الجهاد الإسلامي” الثلاثة الذين جرى اغتيالهم صباح اليوم، جهاد غنّام وخليل البهتيني وطارق عز الدين، قبيل يوم واحد من سفر كان مقرّراً لهم إلى بيروت عبر القاهرة، للقاء رئيس الحركة هناك زياد النخالة.
وفي الوقت الذي لم تصرّح فيه قيادات المقاومة عن كواليس الخديعة التي تعرَض لها الشهداء الثلاثة، أكّد شقيق الشهيد طارق عز الدين، جعفر عز الدين، أن أخاه اتّصل، الإثنين، بعائلته مودّعاً وأبلغهم أنه بصدد السفر إلى بلد عربي، لم يحدده، في اليوم اللاحق، ليكون هذا الوداع الأخير.
وبمعزل عن حقيقة ما جرى، تبقى خيبة أمل قيادات المقاومة من الوسيط المصري مبررة إجمالاً، بالنظر إلى إخفاقاته المتكررة في تأدية دوره كضامن للاتفاقات مع الاحتلال، من صفقة جلعاد شاليط (وفاء الأحرار)، التي دخل فيها ضامناً عدم إعادة اعتقال الأسرى مجدّداً بعد تحريرهم؛ إلى تعهّده بمتابعة إطلاق سراح الأسير القيادي في “الجهاد الإسلامي”، بسام السعدي، مع انتهاء جولة القتال السابقة العام الماضي، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.