اخر الاخبار

مبادرات تطوعية في السودان لمواجهة ظروف الحرب

تقترب المعارك في العاصمة السودانية، الخرطوم، والولايات الأخرى من إتمام شهرها الأول، وما زال الوضع على حاله رغم محاولات التهدئة.

لا شيء هناك سوى أصوات الرصاص، مشاهد المعارك، أسر نازحة تحاول الفرار من ويلات الحرب، أسر أخرى مكلومة، قتلى وجرحى، ولا أحد يبالي بوضع إنساني سيء يزداد سوءًا مع نقص إمدادات الغذاء والدواء وحتى الماء، كل ذلك وجه قاسٍ للحرب .

لكن يُقال إن للحرب وجوهًا عديدة، منها وجهٌ خجول تظهره الحرب أحياناً، يعكس – رغم بشاعة تعابيره – جانباً آخر مختلفًا، ففي الأزمات تبرز معادن القوم، وأي أزمة أشد من الحرب لتتماسك الشعوب والمجتمعات، وأي شيء أجمل من شعب متعاضد في أزمته.

أم درمان هي ثاني أكبر مناطق السودان وإحدى مناطق العاصمة الخرطوم الثلاث، على ضفتي نيلها دارت معارك شرسة أدت لإغلاق المدينة بشكل كامل، ونزح العديد من سكانها الذين تجاوزوا مليون نسمة، وبقي آخرون في منطقة توقفت فيها الحياة كلياً.

مساعدات خطرة

فرضت المعارك التي تشهدها أم درمان وضعاً إنسانياً صعباً، فمن اختار البقاء في هذه المدينة المنكوبة بات يعاني من نقص الغذاء والدواء، خاصة أدوية مرضى السكري والربو.

يقول سليمان جمال، أحد شباب المنطقة “إن حياة العديد من مرضى السكري والربو أصبحت مهددة بسبب إغلاق المستشفيات والصيدليات في المنطقة” وأشار إلى أن “عدداً من شباب المنطقة قاموا بتشكيل غرفة طوارئ لتقديم المساعدة الإنسانية والصحية في نطاق الأحياء التي يعيشون فيها”.

ويروي سليمان لبي بي سي، تفاصيل مبادرة أطلقها عدد من شباب أم درمان بشكل تطوعي لإيصال الدواء لمحتاجيه، حيث يقومون بتوفير الأدوية “من أشخاص آخرين لديهم فائض، أو من خلال التواصل مع الهلال الأحمر والجهات الصحية الخيرية”، بالإضافة إلى وجود عدد من الكوادر الطبية ضمن فريق المتطوعين لإسعاف الحالات الطارئة، ويضيف أن “عمليات المساعدة تشكل خطراً كبيراً، حيث إن بعض المناطق التي يوجد فيها من يحتاجون للمساعدة، هي مناطق اشتباكات، ومع ذلك يحاول الشباب المتطوعون من المنطقة ولجان المقاومة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين لإيصال الأدوية إليهم “.

هذه المبادرة التطوعية توسعت في بعض أحياء أم درمان الصغيرة لتشمل احتياجات غير الدواء، إذ يقول محمد يحيى أحد الشباب المتطوعين في منطقة كرري في أم درمان لبي بي سي “إن الشباب المتطوعين قاموا بتوفير سلع غذائية لبعض الأسر التي انقطع عنها الغذاء في المنطقة”، مشيراً إلى أن الشباب يحاولون التواصل مع الهلال الأحمر ونقابة أطباء السودان لتوفير حاجيات الأسر في المناطق المتضررة، على حد قوله.

وأوضح يحيى أن”هناك صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تم إنشاؤها لاستقبال طلبات المساعدة في الحي وخارجه، يتم من خلالها استقبال الطلبات ليتم بعدها التواصل مع فاعلي الخير، أو المنظمات الصحية المحلية والدولية وتوفيرها، ثم يقوم المتطوعون بإيصالها”، مشيراً إلى أنهم استقبلوا عشرات الطلبات في حين ما زال “العديد من المرضى وكبار السن داخل المناطق المتضررة بحاجة ماسة لتوفير الدواء”.

“فاعل السودان”

المساعدات التطوعية لم تقتصر فقط على توفير الدواء والغذاء لمحتاجيه، ففي العاصمة الخرطوم تقوم مجموعة تُعرف باسم “فاعل السودان”، بمساعدة الفنانين والمثقفين في مناطق الصراع ومحاولة إجلائهم لمناطق آمنة.

ويقول راشد بخيت المسؤول الإعلامي لفاعل السودان “إن المجموعة تشكلت عام 2020 نتيجة لورش عمل مختلفة في عدد من الدول بهدف دعم القطاع الثقافي السوداني”، ولعبت من خلال ممثليها في المناطق المختلفة، دوراً كبيراً في العديد من الحروب التي شهدها السودان خلال السنوات الماضية من خلال معالجة مشاكل الحرب وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية عبر الثقافة والفنون.

يتركز عمل مجموعة فاعل السودان على الوسط الفني والثقافي فقط، إذ يعتبر بخيت نقص الموارد والإمكانيات، عائقاً في سبيل أن توسع المجموعة نشاطها لتشمل كافة شرائح المجتمع.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعة ( سوان لايف ) على الواتسب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى