أبرز المواضيعتقارير

البرهان.. تكتيك (الحفر بالإبرة)..!!

تقرير – محمد جمال قندول

يبدو أن فك شفرة الأزمة لربما تمضي لـ(سيناريوهات) جديدة، أو قل تفكير من خارج الصندوق فالشاهد أن أفق التوافق يبدو ضعيفاً دون جراحات عميقة فحتى أحاديث الأطراف والفرقاء وإن خرجت بقصاصات الدبلوماسية المغلفة إلا أن (النفس الحار) يبدو واضحاً وهم يتحدثون.
وما بين الأول من أبريل والسادس منه سكب الكثير من الحبر متناولاً إمكانية التوقيع على إتفاق نهائي دون أن يحدث، حيث بات الأمر مرهوناً بإنجاز اللجان الفنية لورشة الإصلاح الأمني والعسكري.
وأمس الأول ضم إفطار عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا لفيف من رموز البلاد تقدمهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وعضوي مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والطاهر حجر وحاكم إقليم دافور مني أركو مناوي وقيادات (الحرية والتغيير) من بينهم خالد عمر يوسف والواثق البرير ومريم الصادق وصديق الصادق المهدي وأحمد ربيع وقيادات شرق السودان وجمع من النخب الإعلامية تطرق فيه البرهان بأفكار من خارج الصندوق فهل يتم الإتجاه إليها حال فشلت مساعي الوفاق الجارية.

(1)

قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بأن الجيش لايسعى لإثارة الفتنة والحروب مجدداً إلتزامهم بالعملية السياسية وقاطعاً بعدم العودة إلى ماقبل 11 أبريل 2019 م.
ودعا البرهان الجميع للتنحي وإفساح المجال للآخرين بقوله : فشلنا في التوافق وجميعنا لم يقدم ما يتطلع إليه الشعب السوداني.
وتابع بأن القوات المسلحة علمتهم الصبر و(الحفر بالإبرة) للوصول إلى ما نريد وأردف : قد يفسر البعض مواقفنا ضعف ولكن الجيش علمنا أن نعض على الأصابع، وزاد : نريد أن نسلك طريق يتساوى فيه الجميع دون أن نعرض بلادنا للخطر والقوات المسلحة لا عداء لها مع أية جهة، ونقر بالتأخير في الإتفاق السياسي لكن التوقيع قريب..وإن كل الأطراف (تكذب وتفتري) وتنسج شائعات غير موجودة على أرض الواقع.
بدوره قال حاكم إقليم دافور أن السودان كبير والذين يتحدثون عن الديمقراطية كثر ويجب استغلال هذه الفرصة وتابع : وبدلاً أن نلتقي في (السفرة) نلتقي على الوطن وأردف : نلتقط السلام وسط مليون فرصة ويجب أن نلتقي جميعاً على البلد.
من جهته رحب عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا بالحضور الذي شرف إفطاره ودعا إلى ضرورة التساوي بين أبناء الوطن الواحد مشيراً إلى أن جراح البلاد لا زالت تنزف مطالبا بضرورة الوطن الحر والديمقراطي وسيتحقق ذلك الحلم قريباً جداً، وأن ذلك سيكون بتعاون الأجهزة الأمنية مع القوى المدنية وكل من يؤمن الديمقراطية والسلام والعدالة.

(2)

وشهد إفطار عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا حضوراً متنوعاً حيث بدأ واضحاً مقبولية (الجنرال) وسط القوى السياسية المختلفة.
قدم مذيع الربط، القيادي بحزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف ليخاطب الحضوو إنابةً عن مركزي الحرية والتغيير.
صعد خالد المنصة بعد تردد وقال إنه لم يأت ممثلاً للمجلس المركزي للحرية والتغيير، بل جاء تلبية لدعوة شخصية ومناسبة إجتماعية؛ وصلاً لما يربط بين الناس مجتمعياً.
وحكى خالد، طرفةً إرتبطت بزيارة الفريق أول ركن ياسر العطا الشهيرة لزيارة محبوسي (الحرية والتغيير) في سجن سوبا عقب مفاصلة 25 أكتوبر 2022.
وقال خالد عمر يوسف، إن العطا زارهم في السجن وهو يحمل سلة ضخمة مليئة بأنواع الفواكه. وبعد خروج العطا، قال لهم رفقاء الحبس: (والله دي ما فواكه ناس ح يمرقو قريب من السجن).
وابرز الذين حضروا الإفطار وزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري والذي برز كأحد أقوى المرشحين لحقبة رئاسة الوزراء بدفع إقليمي ودولي ومحلي.
الرجل بدا هادئاً ولم يكن كثير التحرك فيما حرص بعض الشباب على إلتقاط الصور معه حيث ذكر أحدهم (يمكن يجيء رئيس وزراء).
فيما شكل قيادات الشرق حضوراً ومنهم شيبة ضرار وآخرون، كما شهد الإفطار عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان.

(3)

إشارات البرهان بخروجهم من المشهد جميعاً حال فشلوا بالتوصل لإتفاق كانت مثار تداول طيلة مساء أمس خاصةً وأنها تأتي والعملية السياسية تمر بمنعطف خطير ومخاض عسير لربما تعصف بالإطاريء وتقود إلى منعطفات خطيرة قد تؤثر على استقرار البلاد.
ويرى استاذ العلوم السياسية د. محمد عبد الرحيم بأن ما ورد في حديث رئيس مجلس رسالة تحمل أكثر من معنى حيث أنها قد تكون مؤشراً على الذهاب لتشكيل حكومة مهام والإتجاه للإنتخابات فضلاً عن أنها أسلوب ضغط على القوى المدنية خاصةً مجموعة المركزي والتغيير جاهزتين للمارثون الإنتخابي كما أن الرجل أرسل إشارات مهمة بأن الصبر قد بدأ في النفاذ، وأنهم لا زالوا يعولون على الحل السياسي الجاري بإضافة فاعلين جدد.
ولأول مرة منذ سنوات يتحدث البرهان بهذه اللغة التي إتسمت بالدبلوماسية إلا أنها كانت مباشرة خاصةً حثه للأطراف جميعاً بإفساح المجال أمام آخرين جدد بعد أن إعترف بفشل الجميع.

(4)

وكانت أطراف العملية السياسية قد أعلنت سابقاً التوقيع على الإتفاق النهائي في مطلع أبريل ثم تاريخ آخر بالسادس منه مما أدخلها في حرج أمام الرأي العام الذي يستسلم لليأس والإحباط حيث بدا ذلك واضحاً بعدم تجاوبها لدعوات التظاهر من الحرية والتغيير والكيانات الثورية أمس الأول الذي وافق السادس من أبريل.
وبالمقابل فأن الخبير والمحلل السياسي د. خالد حسن له رأي آخر حيث ذهب إلى أن تصريحات رئيس مجلس السيادة أمس بإفطار العطا لم تحمل جديداً عدا إشارته لتنحي الجميع وهو خيار ضعيف كان المراد به المزيد من الضغط على أطراف العملية السياسية التي قد تجد طوق نجاة بفتح الإتفاق وإضافة فاعلين على غرار الكتلة الديمقراطية وآخرين.
ويشير حسن إلى أن العملية الجارية الآن ستصل لغاياتها النهائية وفق ترتيبات جديدة قد لا تتعدى الشهر من الآن والتي من ضمنها تكثيف التفاوض مع مناوي وجبريل ورفاقهم، فضلاً عن تصميم شكل سياسي متنوع حتى لا تكون مجموعة المركزي مسيطرة على مفاصل الحل الجاري.

(5)

وكانت (الكتلة الديمقراطية) قد كشفت خلال الأيام الماضية عن تفاهمات بينهم وبين المركزي بتقاسم نسب المشاركة وفق مقترحات قدمت إليها من الآلية الثلاثية وإلتزمت قيادات الائتلاف الصمت حيال الأنباء التي تتحدث عن قرب إعلان سياسي بين شقي (الحرية والتغيير)، فيما تبارت قيادات الكتلة ومنهم مبارك أردول على تأكيد صحة ما ورد.
ويرى مراقبون بأن حديث البرهان حمل رسائلاً قويةً وأن إنعراجه للحديث عن تنحي الجميع بما فيهم هو شخصياً، إشارة إلى أن الرجل لربما يفاجئ الجميع حال لم تنجح مساعي الوفاق بالتفكير خارج الصندوق وترجمة حلول جديدة والتي من ضمنها الإتجاه لتشكيل حكومة تصريف مهام وإعلان إنتخابات مبكرة خاصةً كما أنه يعبر كذلك عن نفاذ صبر القوات المسلحة على المشهد الحالي والإنتقال المتعثر وحالة العبث السياسي التي تسود الساحة بفعل النخب والساسة وصراعهم على المحاصصات.
ولكن بعض الأصوات ترى بأن حديث الجنرال عن (الصبر) دلالة على التكتيك الذي يحتكم إليه البرهان حيث استطاع الرجل خلال أربعة سنوات ضرب المكونات السياسية وتقزيمها مستخدماً سياسة الصبر وأن الرجل لن يتنازل لإفساح المجال لآخرين خاصةً وأنه المستفيد من حالة التوهان الحالية لكونه رئيساً للبلاد ويمثلها بالمحافل الداخلية والخارجية.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعة ( سوان لايف ) على الواتسب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى