
أنا المؤرخ السوداني المهندس بكري محمد، وأرى أن الثورة السودانية كانت حدثاً تاريخياً يستحق الإشادة والإعجاب. فقد بدأت الثورة في ديسمبر 2018، حيث نزلت الشوارع آلاف السودانيين المطالبين بإسقاط حكم الرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد بأسلوب استبدادي لمدة 30 عاماً. وتجمع عصيان السودانيين حول هذا المطلب أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في أنحاء البلاد.
وفي أبريل 2019، تمكنت الجماهير السودانية من إسقاط الرئيس البشير وعلى إثر ذلك تسلمت قيادة البلاد المجلس العسكري الانتقالي. وعلى الرغم من وعود هذا المجلس العسكري بالمحافظة على أمن البلاد وإجراء انتخابات ديمقراطية في غضون عامين، إلا أن المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والحرية للإعلام والحريات الأخرى، لم يتراجعوا عن مطالبهم واستمرت الاحتجاجات.
وفي أغسطس 2019، تم التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري والحرية والتغيير، وهي الهيئة الوطنية التي تجمع قوى المعارضة السودانية، وقد تم تشكيل حكومة انتقالية وجرت مفاوضات أُخرى بين طرفي الاتفاق حول مسألة المصالحة والعدالة الانتقالية.
إن الثورة السودانية هي حدث يشهد له العالم بأهميته التاريخية، فهي ثورة شعبية سلمية نجحت في إسقاط نظام قمعي واستبدادي ودفعت السودان نحو طريق الديمقراطية والحرية.