أبرز المواضيعتقارير

الحوار بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية.. ما الجديد؟

تقرير: عماد النظيف

انقضى اسبوعان ويزيد على مهلة الـ (٤٨) ساعة التي طلبتها الحرية والتغيير ـ الكتلة الديمقراطية للتوقيع على إعلان سياسي ينهي حالة الانسداد السياسي ويؤسس لواقع سياسي ودستوري جديد يختلف تماماً عن الفترة الماضية، ورغم انقصاء المهلة الا أن رفقاء مناوي وجبريل وجعفر لم يعودوا للتوقيع أو ابداء تحفظات في محاولة يبدو ان الغرض منها شراء الوقت والقيام بتحركات سياسية لجس نبض قوى الاتفاق الإطاري قبل التوقيع على الإعلان، ولكن الحرية والتغيير ظلت تردد بأن قطار العملية السياسية لن يتوقف ولن ينتظر كثيراً.

 

وكشف القيادي في الحرية والتغيير محمد عبد الحكم لـ (الانتباهة) عن تفاهمات مع حركتي العدل والمساواة وجيش تحرير السودان بقيادة مناوي والاتحادي الأصل، وقال عبد الحكم: (ان الوفد طلب مهلة يومين ونحن مازلنا في الانتظار لأكثر من أسبوع في إطار اكمال القضايا الخمس وبعد الانتهاء منها سنشرع في الاتفاق النهائي بمن حضر)، وذكر أن هنالك إصراراً من قبل القيادات على التوقيع على الإعلان السياسي باسم الكتلة الديمقراطية (مناوي مثلاً)، وقال: (غير اننا نرى أن القوى السياسية محددة ــ العدل والمساواة وجيش تحرير السودان)، وتابع محدثي قائلاً: (هنالك خلافات تنظيمية داخل الاتحادي ونحن غير معنين بها، ويمكن ان يوقعوا توقعين، لكن قطار العملية السياسية لن يتوقف ولن ينتظر كثيراً).

 

وحول ما تبقى من ورش قال عبد الحكم: (هنالك تفاهمات مع (اليونتامس)، وفي الايام المقبلة ستقام ورش ومؤتمرات العدالة والعدالة الانتقالية، وتقسم على عدد أقاليم السودان لكي يكون النقاش شاملاً وواسعاً).

تقدم إيجابي
ولكن القيادي بالحرية والتغييرـ الكتلة الديمقراطية محيي إبراهيم جمعة يشير إلى أن الجديد في الاعلان السياسي المرتقب هو توافقهم على الخروج بهذا الاتفاق إلى تأسيس واقع سياسي ودستوري جديد يختلف تماماً عن الفترة الماضية، خاصة أن المجلس المركزي ظل يرفض أن نصل معاً الى توافق سياسي ينهي الازمة السياسية الحالية مع قوى الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية.

ويرى محيي الدين أنهم احرزوا تقدماً إيجابياً بالإضافة الى التعاون ووجود الآلية الثلاثية والرباعية والمكون العسكري لتاريخ اللحظة، ولكن محيي الدين عاد وقال: (ان ليس لديهم اية تفاصيل توجد للاتفاق الجديد، حيث ان اجتماعات لجنة الصياغة النهائية مستمرة، وحالما تنتهي اللجنة من مهامها سيتم اعلان التفاصيل للشعب السوداني، بجانب تشكيل لجنة أخرى ايضاً لوضع معايير محددة متفق عليها لتحديد الأطراف التي ستوقع على الاتفاق).
ويؤكد محيي الدين في حديثه لـ (الانتباهة) أن أبرز نقاط الاختلاف بدأت بمن الذي يقرر في سياسات وتشكيل هياكل السلطة الانتقالية؟ ثم الكيفية وما هي الأفكار؟ وهذا كان من الناحية السياسية والاجرائية، اما الناحية الثانية فتتعلق بالمؤسسات واللجان التي تشكل بموجب الوثيقة الدستورية، وعمل هياكل السلطة الانتقالية.

استكمال مبادرة
وكان الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان صندل قد كشف عن توصلهم في الكتلة الديمقراطية الى اتفاق بنسبة 95% مع الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري.
التطورات
وقال صندل إن التطورات تأتي على خلفية اجتماع استمر لأكثر من ست ساعات مع نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لاستكمال مبادرة دقلو لتقريب وجهات النظر بين الكتلة الديمقراطية والأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري، وقال صندل في تصريح صحفي عقب الاجتماع إنهم أمنوا على نسبة الاتفاق التي وصلت الى 95% مع الاطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري، مع الاستمرار في المشاورات بين الطرفين ضمن مبادرة نائب رئيس مجلس السيادة، لتكملة ما تبقى من قضايا وصولاً للتوقيع على الاتفاق الإطاري.
وبالمقابل قال القيادي في الحرية والتغيير طه عثمان في مؤتمر صحفي: (تم التوصل لاتفاق سياسي كامل مع حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، وسيوقع عليه قادة الجيش كشهود، وهذه المجموعات طلبت مهلة (48) ساعة بعد أن طالبت بأن توقع عليه ككتلة، ولكن رأينا أن يكون التوقيع ممثلاً في التنظيمات).

وأتى الاتفاق بعد سلسلة اجتماعات ضمت قادة الجيش والأطراف الموقعة على الإطاري ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس تحرير السودان مني أركو مناوي والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ممثلاً في جعفر الميرغني.

فشل ونجاح
ولكن في ذات المضمار يرى المحلل السياسي الفاتح محجوب في حديثه لـ (الانتباهة) أن العملية السياسية الجارية الآن تعاني بشدة من التعثر بسبب تعنت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ورفضهم القاطع عودة زملائهم السابقين في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي (اردول وعسكوري والجاكومي) الى العملية السياسية الجارية الآن، مع قبولهم حركتي مناوي وجبريل اضافة الى الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة السيد جعفر الميرغني، وعدم تقبلهم السيد الناظر محمد الامين ترك رئيس نظارات وعموديات البجا المستقلة، وهو رجل يصعب حل ازمة شرق السودان دون مشاركته، اضافة الى وجوب دخول قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي كوسيط بين قائدي الجيش والدعم السريع للتوصل إلى اتفاق حول كيفية دمج الدعم السريع في الجيش السوداني، واعطاء ضمانات لقادة الدعم السريع في المجالات التي يرغبون فيها، سواء كانت اقتصادية او سياسية او عسكرية.

 

اذن نجاح او فشل العملية السياسية الجارية الآن يقع فقط على عاتق قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.
ويؤكد الفاتح أن اتفاق المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية كافٍ تماماً لبدء عملية تكوين الحكومة الانتقالية الجديدة، بشرط حل ازمة كيفية دمج الدعم السريع في الجيش السوداني، لأن قادة الجيش لا يرغبون في التنازل عن السلطة التنفيذية دون التوصل إلى اتفاق حول كيفية دمج الدعم السريع في الجيش السوداني، وبقية الكتل السياسية الاخرى مقتنعة بالبقاء خارج العملية السياسية الجارية الآن.

اضغط هنا للإنضمام لمجموعة ( سوان لايف ) على الواتسب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى