
لقد برع الفريق اول عبد الفتاح البرهان أيما براعة وهو يتنقل تنقلاً سهلاً بين التصريحات؛ ومعروف عنه قدرته الفذة في الخروج من (الارتباط الواحد). وكما قال إن السودان يمر اليوم بفترة انتقالية استثناية.. ولكم أن تضعوا تحت كلمة (استثنائية) أربعة خطوط.
هذه الفترة (الغبشاء) من عمر السودان؛ يمر فيها المجتمع؛ والنخب بتحديات جسيمة؛ هي التي فرضت على كثيرين؛ ومن بينهم البرهان امتحان المشي فوق حقول الالغام؛ فهناك ازدياد مفرط في خطاب الكراهية؛ وتمتلئ الميديا بحملات تشويه (شرسة)؛ تواجه (الخصوم السياسيين) لحظة بلحظة.. وفوق هذا وذاك مجتمع دولي وضع السودان تماماً كما (القصعة) التي يستعد ليلتهمها بكل بساطة؛ وكأن السودان أحد وجباته الغذائية المفضلة.. والأعجب والأغرب في هذه الفترة (الشوهاء) أن بعض نخبنا وقادتنا؛ وممثلينا قاموا بمساعدة ذاك الأجنبي؛ ليقوم بالتهامنا دون أن نتعارض له في حلقه وحلقومه.
لكني على يقين وثقة أن شعبنا الأبي والوطنيين فيه؛ قادرون على أن يجعلوا هذا الأجنبي والمطبلين له يعودون بخفي حنين.. ليظل السودان عصياً على الالتهام؛ أو التدجين.. وعليه يجب على كل صاحب أجندة (مسمومة) في حق هذا الوطن أن يحمل أجندته ويغادر.
خرج البرهان بالأمس في خطاب لوسائل الاعلام القطرية (جريدة الشرق) وقال حديثاً كثيراً اطمأننا بعده أن هذه البلاد في أيد أمينة.. وأول هذا الحديث تأكيده التام والكامل على رفض أية تدخلات إقليمية ودولية في الشأن السوداني.. وقوله بلا مواربة “لا نقبل إطلاقاً بالحلول التي تأتي من الخارج”.. وبهذا الحديث أراح البرهان كثيراً من القلوب والنفوس المتعبة.. ونتمنى ان يظل كما قال دون خوف أو تردد.
البرهان تحدث حديثاً واضحاً وصريحاً ومتفائلاً عن قرب موعد تشكيل الحكومة بعد التوافق الذي بانت ملامحه بين المكونات السياسية.. وقال “هناك مؤشرات إيجابية تدعونا للتفاؤل بقرب التوصل إلى توافق وتشكيل حكومة مدنية”.. ولم يترك البرهان هذا الحديث ليهنأ به (الاطاريون) الذين ينتظرون نضج (طبيخهم).. فقد ربط ذلك بالحديث الصريح عن الانتخابات؛ بقوله: “ان الانتخابات هي الطريقة الوحيدة للتحول الديمقراطي وعلى الأحزاب الاستعداد”.