تفاصيل مثيرة عن رهونات ومرابحات تاركو في بنك الخرطوم

الخرطوم : رقية يونس

كشفت المحقق الثاني للمحكمة أمس تفاصيل تحويلات مالية الى شركات خارجية تتعلق بمرابحات بنك الخرطوم التي يحاكم بموجبها مدير شركة تاركو للحلول المتكاملة سعد بابكر .
ويواجه سعد اتهاماً حسب الدعوى المدونة ضده من قبل بنك الخرطوم بمخالفات في (4) مرابحات مالية تتعلق باستيراد طائرة وثلاث ماكينات طائرات.

رهونات غير حقيقية
وقال المحقق الثاني وكيل اول النيابة الطيب آدم عيسى، عند استجوابه بواسطة رئيس هيئة الاتهام عن الحق العام رئيس نيابة عامة سنين عيسى حامد، خلال افادته امام المحكمة الخاصة المنعقدة بمجمع محاكم جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي طيب الاسماء حجازي ، بان جميع المرابحات كانت بالعملة السودانية حولت من داخل البنك للاجنبية وتسليمها لاصحابها ، مبينا بانه وحسب المبلغ بان هناك مبالغ مرابحات ذهبت لشركات(جي اس اتش تي) و(قلادما)و(ميد افريكا المملوكلة لتاركو ورئيس مجلس اداراتها فضل محمد خير مناصفة (50%) بينه وسعد بابكر المتهم الحالي في القضية ، منوها الى شركة (جي اس اتش تي) مملوكة لسعد وقسم الخالق وان المبالغ التي حولت اليها تم تحويلها لشركة قلادما ، لافتا الى ان هناك مبلغ (20) مليون درهم اماراتي حولتها (جي اس اتش تي) لقلادما ، الى جانب مبلغ آخر قدره(36) مليون درهم حولته لشركة برونايل ومديرها فضل محمد خير ، حسب رأيه الشخصي عند افادته للمحكمة ، مبينا بانه وحسب المبلغ في الدعوى بان جميع المرابحات التي تمت لاتوجد فيها رهونات حقيقية بل ان هناك طائرة (سي اس ام ) كانت مرهونة سابقا لبنك السلام ورهنت لاحقا لبنك الخرطوم .

نكسة مالية لتاركو
واكد المحقق الثاني عيسى ، للمحكمة بانه استجوب المتهم الحالي (سعد) في 10/يونيو/ 2018م بوصفه شاهد اتهام بيومية التحري وابلغه وقتها بانه المدير العام لشركة تاركو للطيران، وافاده ايضا بان تاركو تعرضت لنكسة مالية تقدموا بموجبها بطلب مرابحات تتعلق بطائرات لبنك الخرطوم لتغطية التزاماتها ، مشيرا الى ان سعد وقتها افاده بالتحري بوصف شاهدا بان المرابحات مع بنك الخرطوم ليست كانت نتيجة الغرض الذي قدمت اليه ، وان فضل محمد خير ، قد ساهم معه بشركة تاركو باسهم أسمية وليست بمبالغ .

فضل ورفع الحصانة
و أوضح المحقق الثاني ،في الدعوى ابان استجوابه بواسطة القانوني معاذ بخيت، رئيس هيئة الاتهام عن الحق الخاص عن الشاكي بنك الخرطوم بانه فتح البلاغ بطلب لرئيس نيابة أمن الدولة السابق المرحوم بابكر عبداللطيف، استنادا لنص المادة (47)اجراءات اولية نتيجة طلب تقدم به مفوض من هيئة الأمن الاقتصادي، موضحا بانه وبعد ذلك تم تكليفه من قبل المرحوم عبداللطيف، لتولي التحري، فضلا عن تفويضه من قبل النائب العام الاسبق عمر أحمد محمد، مشيرا إلى أنه لايعرف أين هو خطاب تفويضه لتولي التحري وردد قائلا :(يجب سؤال الجهة التي حفظت البلاغ لديها خمس سنوات )، فيما نبه الى ان رئيس نيابة عامة ياسر احمد محمد، كان الذي يشرف على التحري آنذاك، مبينا بان المرحوم بابكر ، وقتها وجه في حال اكتمال التحريات وتوصلوا الي اتهام أن يتم رفع حصانة المشكو ضده آنذاك رجل الاعمال فضل محمد خير ، والذي كان عضوا بالمجلس الوطني وقتها .

أغراض غير المرابحات
فيما أفاد المحقق الثاني المحكمة كذلك بانه تم اخذ اقوال عدد من شهود الإتهام في اجراءات البلاغ الاولية ومنهم المتهم الحالي في القضية (سعد بابكر) وأفاده بيومية التحري بوصفه شاهداً وقتها بان المرابحات يتم استغلالها لاغراض اخرى غير التي تم التقديم لها لبنك الخرطوم ، فضلاً عن إفادته له آنذاك بان الدورة المستندية المتعلقة بالمرابحات كانت تتم دون الاجراءات المصرفية المتبعة داخل بنك الخرطوم – لان المشكو ضده السابق ووقتها فضل محمد خير ، صاحب نفوذ داخل البنك بصفته نائب رئيس مجلس ادارة بنك الخرطوم ومسئول عن جميع (فايلات) المرابحات فيه ، في ذات الوقت نفى المحقق الثاني للمحكمة معرفته بعلاقة المشكو ضده السابق فضل بالدورة المستندية لطلبات المرابحات وغيرها لانه عمل (banker) بحت ، ولفت المحقق الى انه وبناء على الاقوال الواردة في بداية اجراءات البلاغ الاولية جميعها نفوذا وليس هناك دورة مستندية للمرابحات للقيام بالتحري وقتها .

طائرة البوينت(737)
الى جانب ذلك كشف المحقق الثاني للمحكمة بانه وحسب اقوال شاهد الاتهام وقتها قسم الخالق بابكر ، والمتهم الحالي المفصول ضده الاتهام في هذه الدعوى ،بيومية التحري بانه وحسب احدى المرابحات البالغة قدرها (8.30) مليون دولار أمريكي تم شراء طائرة بوينت(737) بقيمة (3.270) مليون دولار امريكي ، مشيرا الى ان هذه المرابحة تم تفصيل مبالغها منها مبلغ (2.700) مليون دولار تم تغطيتها لتغطية ديون شركة تاركو الخارجية ، فضلا عن تحويل جزء من هذه المبالغ لجهة تدعى قرين كارت لايعرف اذا كانت شركة او خلافه وان المستفيد من هذه المبالغ فضل محمد خير ، موضحا بان بقية جملة مبالغ هذه المرابحة البالغ قدره (1.785) مليون دولار ظل في حساب شركة تاركو بالبنك حتى العام 2015م ، فيما اشار المحقق للمحكمة بانه لم يتحر حول من يقوم بتقديم طلبات هذه المرابحات للبنك الشاكي .

الى جانب ذلك قال المحقق للمحكمة بانه وحسب الشاهد قسم الخالق ، فقد تم شراء طائرة بوينت اخرى نتيجة مرابحة بمبلغ (2.750) مليون دولار سددت فيها مبلغ (650) الف دولار كمديونية فيها لشركة التأمين بالإمارات ، الى جانب سداد مبلغ (540) الف دولار منها لشركة (بي أبير) .

قلادما والطائرة فوكرس
وتسلسل المحقق الثاني في افاداته للمحكمة وأفصح لها بان شاهد الاتهام وقتها (قسم الخالق) كشف له بالتحريات عن عرض لطائرات (فوكرس) من شركة سودانير في العام 2016م للمشكو ضده وقتها فضل محمد خير ، الذي بدوره اتصل بمسئول الشركة آنذاك المهندس مكاوي برغبته في شراء الطائرات وذلك بحجة توطين صناعة الطائرات بالداخل ، موضحا بان فضل ابلغهم وقتها بعرض الطائرات الا انهم في شركة تاركو رفضوا العرض لثمن الطائرات الباهظ الذي لعدم قدرتهم على شرائها، الى جانب ان جودتها اقل ، مبينا بان فضل وقتها افادهم بانه سيتم عمل مرابحة اخرى لسداد قيمة عرض هذه الطائرات ، مشيرا الى انه طلب منهم التقدم بطلب لمرابحة لبنك السودان المركزي لشراء طائرة فوكرس من سودانير بمبلغ (36.700) مليون درهم اماراتي اي ما تعادل (156) مليون جنيه على ان يتم سداد المبالغ لشركة (قلادما ) بحجة انه سدد مبالغ الطائرة لسودانير ، لافتا الى وجود فاتورة تخص الطائرة الفوكرس غير محدد جهة صدورها .

فيما نفى المحقق الثاني تحريه حول صورية المرابحات محل البلاغ مطلقاً الا بذكرها من خلال المبلغ فقط .فيما حددت المحكمة جلسة اخرى للسير في إجراءات المحاكمة الأسبوع المقبل .